السلام عليكم
تدوينتي هذا الأسبوع هي عن التدوين.

 ما هو التدوين؟

التدوين هو نشاط حضري مجتمعي، فزيادة عدة المدونين وكثرتهم دليل على رقي وتحضر تلك الأمة. في عهدنا هذا لايحتاج التدوين إلى مجلة أو كتاب، يمكنك ودون تكلفة مادية إمتلاك موقع خاص بك على الشبكة (بلوج) -كلمة إفرنجية أتت من دمج Web-Log سجل الويب إختصارا!- وتدوين ماشئت عليه، لذا إستحضر قول الله تعالى (ومايلفظ من قول) صدق الله العظيم

مالذي تحتاج إليه لتصبح مدونَا؟

لاتحتاج إلى أن تكون ذي شهادة عليا لتدير مدونة، أو أن تمتلك الكثير من المال أو أن تحتل منصبا مرموقا! كل هذه ليست أفكارا سليمة (ولا يمنع أن يمتلك الأثرياء وأصحاب المؤهلات العليا المدونات، إلا أنها ليست حكراً عليهم!)

إليك عزيزي دليلا مختصرا عن كيف تصبح مدوناً، سنرى كيف يمكنك (وبعادات بسيطة) أن تصبح مدونا ناجحا!

أي شخص يمكنه أن يكون مدوناً شريطة تمتعه / ها ببعض الخصائص:

    الإملاء

    لا يمكن لشخص كثير الأخطاء الإملائية أن يكون مدوناً ناجحا مهما كانت خبرته العملية أو شهادته، الإملاء السيئة وأخطاء الكتابة تهدم مصداقية النص مهما كان رائعاً! (ولا تعتمد على التصحيح الإملائي).

    الثبات

    يجب أن يتمتع المدون بثبات المواضيع، وأن يطالع قرائه في فترات متقاربة، لا أن يمطرهم بالتدوينات في يوم ويحتجب باقي السنة! كم يحزنني أن أجد مدونة جيدة الأسلوب ولكن كاتبها يضن بالتدوينات وكأنه يدفع ثمنها من جيبه! لا تتحجج بالزواج ولا بالعمل، حدد حدك الأدنى وسر عليه، لاأظن أن تدوينة في الأسبوع كثيرة عليك!

    الإبتعاد عن التعصب الأعمى والأحقاد وسوء الخلق

    ألا تصبح المدونة منبراً للكراهية والشتائم بمناسبة ودون مناسبة، يجب على الكاتب أن يتقي الله في ما يكتب وأن يراعي الأخلاق والذوق العام للقراء، وفي هذا أحب أن أسرد قصة قصيرة عن صحفي ناشئ أمريكي سأل مديره كيف يطرح المواضيع، فقال له: تخيل أنك تقرأ القصة على والدتك وشقيقاتك، فما تستطيع قوله لهم تستطيع حتما نشره.

    الأمانة في النقل

    سواء كان موضوع دينياً أم علمياً أم ثقافيا يجب إعتماد الأمانة في ذكر المصادر، أو نقل الأحداث والحقائق التاريخية والسياسية، سواء إتفقت مع منظورك أم لا.

    أكتب دائما، كل شئ

    كل شئ، وأي شئ، يجب أن تعود نفسك على الكتابة والتدوين حتى ولو بدت لك محاولات ساذجة، يمكن تعديلها لاحقاً وإعادة إستخدامها بوسائل أخرى!

    إستفد من أوقات الإنتظار ووسائل التقنية

    بإمكانك التدوين في أوقات الفراغ أو الإنتظار كطابور المصرف أو في الحافلة، يمكن الإستفادة من هذه الأوقات الضائعة في تدوين الملاحظات، وأفضل تمرين لتنمية الكتابة هو تدوين الأحداث اليومية في دفتر لليوميات (مع الإلتزام بالتدوين اليومي!!) فهي طريقة سهلة لكسر حاجز الجليد وتنمية المهارة! وأقترح إستخدام الهاتف الجوال (الذي صار منتشرا إنتشار النار في الهشيم) لتسهيل صياغتها لاحقا بدل كتابتها في الورق ثم تفريغها في الحاسوب أو الهاتف وهكذا (وقت ضائع)!!

    قراءة مدونات ذوي الخبرة

    إن متابعة المدونين الكبار ورؤية كيفية تنسيقهم للمواضيع والأخبار هي طريقة جيدة لتنمية المهارة في التدوين، والتواصل معهم سيفيد كثيرا لأن الكثير من المدونين يحب المساعدة ومد يد العون للناس (ودون مقابل!!).

بإمكاننا بإستخدام هذه المدونات تسليط الضوء على واقع مجتمعاتنا، ووضع مناطقنا على الخريطة، وأن نسجل حضورنا على الشبكة العنكبوتية باللغة العربية، فما أجمل أن تكتب إسم شارعكم في محرك البحث فتظهر مدونتك أو مدونة صديقك وبها معلومات دقيقة تبرز جمال المنطقة وتخدمها تجاريا وحضريا، هل شجعتك أن تقتحم غمار التدوين؟

لست بحاجة للكثير، جهازك المكتبي أو الهاتف النقال يكفي وزيادة، والباقي على الله سبحانه (فمنه التوفيق وعليه التوكل) ثم على همتك ونشاطك مع قرائك!!

  خطوات عملية للتدوين

يوجد العديد من المنصات التي تمنح المستخدم مدونة مجانية، لكن أفضلها على الإطلاق ( على الأقل من وجهة نظري الشخصية) هي منصة بلوغر Blogger فهي تدعم اللغة العربية، ومدعومة من موقع Google الذي إستحوذ عليها منذ فترة، وإستخدامها لايتطلب خبرة على الإطلاق بل هي في غاية السهولة! وطبعا فهي مجانية ( يوجد بعض الخدمات مدفوعة، لكنها لاتؤثر على تجربة التدوين بأي حال).

يوجد لها تطبيق على الهاتف النقال Android وiOS ويوجد تطبيق للهاتف السمبيان Symbain( وله عشاقه) – توصلت مع مطور التطبيق ال Synbain شخصيا وقد طرحه كبرنامج مفتوح المصدر-.

مالذي يتبقى؟

ماذا تنتظر؟ رتب أفكارك وأرينا أخر ماتوصلت إليه في مدونتك! تمتع بالأمانة، والخلق، حسن إملائك ودون بثبات، وتأكد أنني سأكون من قرائك!!